أجرى الحوار د.خالد عبد الغني
تاريخ العائلة الممتد لكل من الاب والام هل يمكن ان تتداعي حوله حتى يتيسر للقارئ الوقوف على دلالة وتأثير ذلك التاريخ على مشوار العلمي والادبي والانساني؟؟
ينتمي أبي و أمي لعائلة واحدة يلتقيان في الجد الأول لهما، جد أبيها هو نفسه جد أم أبي ، من سلالة أمازيغية استقرت بمنطقة تسمى تزوال تقع في سلسلة جبال الأطلس الكبيرالمعروف بعلو جباله (أكثر من 3000 متر) تنتمي الأسرة إلى قبائل صنهاجة، أسرة آيت سعيد كلمة آيت بالبربرية هي آل باللغة العربية .
أما الاسم العائلي "لهي" فهو لقب غلب على جدي لأبي ، قيل : إنه كان قوي البنية طويل القامة بعينين زرقاوتين، معتنيا بهندامه ، فكان بعض أهل المنطقة ، كلما مر بهم يقولون : إيه يا ، على مر الأيام وتداولها تحرفت على ألسنتهم إلى :اللي اختصار لاسم الاشارة : الذي ــ لاتزال مستعملة في دارجتنا المغربية إلى اليوم ـ
فأصبحت : الي إيه يا ـ وبتداولها في النطق أصبحت : لهي
عاشت هذه الأسرة في بيت عبارة عن حصن كبير محاط بأسوار طينية حمراء يتألف من سبع طوابق كان بيت الأسرة هذا يفتح في فصل الشتاء لكل ساكنة هذا الجبل يحتمون فيه من الثلوج التي قد تستمر أكثر من أربعة شهور ، جبال الأطلس الكبير في كثير من الأحيان تظل قممها مكسوة بالثلوج حتى في فصل الربيع .
موارد العيش عند سكان هذه المرتفعات تعتمد أساسا على تربية المواشي و الرعي ، وعلى أشجار اللوز والجوز أما زراعة الحبوب والخضروات ففي سفوحها، تنزل إليها الساكنة في فصل الصيف و تسمى هذه السفوح (العزيب)
يصيفون فيها ويحرثون القمح والشعير لأنهما القوت الأساسي للبشروالماشية والدواب .
أسرة أبي كانت تتكون من جدي و جدتي وعشرة أبناء توفوا جميعا بسبب أمراض أو أوبئة كالحمى وغيرها ومنهم من قضى رضيعا ،إلا أبي وعمي هما اللذان عاشا وتزوجا وأنجبا .
كانت هذه المنطقة أيام الحماية الفرنسية تابعة إداريا لمدينة مراكش التي كان يحكمها القائد الكلاوي ، بعد نفي الملك محمد الخامس سنة 1953 م خارج البلاد اشتد بطش الحاكم بأهل أحواز مراكش فكثر خطف الأطفال والشباب وبيعهم عبيدا ، فاضطر الكثير من الناس إلى الهجرة .
هاجر أبي من موطنه إلى مدينة الرباط وكان في الرابعة عشرة من عمره وأخذ معه عمي وهو طفل صغير لم يبلغ بعد العاشرة من عمره ضمن مجموعة من شباب المنطقة هروبا من بطش الحاكم ، واستقرا بهذه المدينة حتى وافتهم المنية ودفنا بها.
تاريخ العائلة الممتد لكل من الاب والام هل يمكن ان تتداعي حوله حتى يتيسر للقارئ الوقوف على دلالة وتأثير ذلك التاريخ على مشوار العلمي والادبي والانساني؟؟
ينتمي أبي و أمي لعائلة واحدة يلتقيان في الجد الأول لهما، جد أبيها هو نفسه جد أم أبي ، من سلالة أمازيغية استقرت بمنطقة تسمى تزوال تقع في سلسلة جبال الأطلس الكبيرالمعروف بعلو جباله (أكثر من 3000 متر) تنتمي الأسرة إلى قبائل صنهاجة، أسرة آيت سعيد كلمة آيت بالبربرية هي آل باللغة العربية .
أما الاسم العائلي "لهي" فهو لقب غلب على جدي لأبي ، قيل : إنه كان قوي البنية طويل القامة بعينين زرقاوتين، معتنيا بهندامه ، فكان بعض أهل المنطقة ، كلما مر بهم يقولون : إيه يا ، على مر الأيام وتداولها تحرفت على ألسنتهم إلى :اللي اختصار لاسم الاشارة : الذي ــ لاتزال مستعملة في دارجتنا المغربية إلى اليوم ـ
فأصبحت : الي إيه يا ـ وبتداولها في النطق أصبحت : لهي
عاشت هذه الأسرة في بيت عبارة عن حصن كبير محاط بأسوار طينية حمراء يتألف من سبع طوابق كان بيت الأسرة هذا يفتح في فصل الشتاء لكل ساكنة هذا الجبل يحتمون فيه من الثلوج التي قد تستمر أكثر من أربعة شهور ، جبال الأطلس الكبير في كثير من الأحيان تظل قممها مكسوة بالثلوج حتى في فصل الربيع .
موارد العيش عند سكان هذه المرتفعات تعتمد أساسا على تربية المواشي و الرعي ، وعلى أشجار اللوز والجوز أما زراعة الحبوب والخضروات ففي سفوحها، تنزل إليها الساكنة في فصل الصيف و تسمى هذه السفوح (العزيب)
يصيفون فيها ويحرثون القمح والشعير لأنهما القوت الأساسي للبشروالماشية والدواب .
أسرة أبي كانت تتكون من جدي و جدتي وعشرة أبناء توفوا جميعا بسبب أمراض أو أوبئة كالحمى وغيرها ومنهم من قضى رضيعا ،إلا أبي وعمي هما اللذان عاشا وتزوجا وأنجبا .
كانت هذه المنطقة أيام الحماية الفرنسية تابعة إداريا لمدينة مراكش التي كان يحكمها القائد الكلاوي ، بعد نفي الملك محمد الخامس سنة 1953 م خارج البلاد اشتد بطش الحاكم بأهل أحواز مراكش فكثر خطف الأطفال والشباب وبيعهم عبيدا ، فاضطر الكثير من الناس إلى الهجرة .
هاجر أبي من موطنه إلى مدينة الرباط وكان في الرابعة عشرة من عمره وأخذ معه عمي وهو طفل صغير لم يبلغ بعد العاشرة من عمره ضمن مجموعة من شباب المنطقة هروبا من بطش الحاكم ، واستقرا بهذه المدينة حتى وافتهم المنية ودفنا بها.
هذه كانت أسباب انتقال العائلة إلى الرباط
التكوين الاسري (الاخوة والعلاقة معهم ) وكيف حقق كل منهم حلمه الشخصي نريد الماحة عنهم ؟؟
تكونت الأسرة من أربع بنات وابن واحد جاء في آخر المطاف
أما البنات بين الواحدة والأخرى مابين ثلاث سنوات وسنتين
الأولى تكبرني بثلاث سنوات و أنا أكبر من التي تليني بسنتين و بين الثالثة والرابعة ثلاث سنوات وبين الصغرى والولد أربع سنوات
في النصف الثاني من أربعينيات القرن الماضي ، بدأت حركة شعبية للمطالبة برحيل فرنسا عن المغرب و قدم عدد من الوجهاء والعلماء عريضة المطالبة بالاستقلال ،وبدأت موجة المطالبة بالتحرر من التبعية للفرنسيين الذين حاولوا تقسيم المغاربة إلى عرب و بربر، فأصدروا ظهيرا عرف بالظهير البربري ، فثار الناس على هذا الوضع و تكثل العنصران معا فرفضوا هذا الظهير ، وبدأت بوادر المطالبة الجادة بخروج الفرنسيين من المغرب ، وموازاة مع هذه الأحداث قام المغاربة عربا وبربرا برفض التبعية السياسية و اللغوية والحضارية الفرنسية ، فبدأ الناس ببناء مدارس مغربية بأموال المغاربة لتدريس اللغة العربية ، لتكون بديلا عن المدارس التي كانت تابعة للتعليم بفرنسا ، فأنشئت في الرباط مدارس محمد الخامس وفي سلا مدرسة النهضة ، وظهرت أحزاب سياسية كحزب الاستقلال وحزب الشورى وغيرهما ، وظهرت حركة كبيرة وقوية لمطالبة فرنسا بالرحيل هذه الحركة الوطنية بزعامة الملك محمد الخامس ، الشيء الذي دفع فرنسا إلى نفي الملك أولا إلى جزيرة كورسيكا بالبحر الابيض المتوسط في 23 غشت 1953 م، ولما اشتدت الثورة المسلحة على يد جيش التحرير ورجال المقاومة ، نفوا الملك إلى مدغشقر في جنوب إفريقيا.
لم تستطع فرنسا بقوتها وجبروتها وعتادها وعدتها أن تقضي على المقاومة المغربية فاضطرت إلى الجلوس إل طاولة الحوار وإعادة الحرية والاستقلال للمغرب و إرجاع ملكه إلى عرشه سنة 1956 م
كان إقبال الناس على إلحاق أبنائهم بهذه المدارس الوطنية كبيرا فألحق أبي أختي الكبرى بالمدرسة ، لم أطق البقاء بالبيت فقد كنت شديدة الارتباط بها لا أفارقها ، أتبعها كظلها ، وبقيت كل يوم أبكي و أصرخ طيلة النهار حتى اضطر والدي لإلحاقي بها في السنة التالية كان عمري لا يتعدى خمس سنين.
كانت هذه المدارس حرة يؤدى عن كل تلميذ واجب مالي كل شهر بخلاف مدارس الدولة كانت مجانية التعليم ولأبناء الفقراء تقدم منحا دراسية، وكانت تلتزم بمقررات ومناهج الدراسة كما هي في فرنسا .
أما المدارس الحرة فالتعليم بها باللغة العربية لجميع المواد بما فيها المواد العلمية من حساب وجبر وهندسة وكيمياء وفيزياء وعلوم طبيعية ، واللغة الفرنسية تدرس كلغة فقط كالإنجليزية والإسبانية.
بها التحقت أختاي الأصغر مني وبها درسنا جميعا المرحلة الابتدائية والإعدادية و الثانوية ، أختي الكبرى التحقت بمدرسة تكوين المعلمين وتخرجت منها واشتغلت بالتعليم الابتدائي وتزوجت ، أختي الأصغر مني تابعت بنفس المدرسة حتى حصلت على شهادة الباكلوريا ، التحقت بعدها بكلية الحقوق ثم تزوجت بعد ذلك ، الرابعة بعد الباكلوريا التحقت بكلية الآداب وتخصصت في اللسانيات (اللنجوستك) وسجلت دبلوم الدراسات العليا ، عملت أستاذة للتعليم الثانوي
آخر العنقود أخي ألحق بمدرسة مزدوجة اللغة تابعة للتعليم الرسمي بعدها تابع دراسته في ثانوية المولى يوسف و تابع دراسته الثانوية بالأقسام العلمية ، بعد الباكلوريا التحق بكلية الطب بجامعة محمد الخامس و أصبح دكتورا فيها درست المراحل كلها حتى الباكلوريا .
ماذا عن ولادة وبن زيدون بين الحقيقة والسراب ؟
رجعت في هذا البحث إلى كل ما ألف في تاريخ الأدب الأندلسي للوقوف على الحقيقة خطأ بسيط في النقل من مؤلف ابن بسام لشنتريني (الذخيرة) عند ابن دحية ( المطرب من أشعار أهل المغرب) قامت عليه دراسات كثيرة حر فن التاريخ والحكاية والأشعار فهناك دراسات كثيرة حرفت التاريخ والحكاية والأشعار
والبحث عن ولادة وابن زيدون ارتكز على منهجية علمية في استقراء المصادر وتتبعها حتى الوقوف على موقف الخلل الناتج عن النقل المختصر والمبتسر وسترى وانت تقرأ كيف يجب ان تكون الدراسات الادبية في ادبنا العربي بدلا من الاكتفاء بالنقل من المصادر دون دراسة ونقد وتمييز بين الصحيح والباطل أساس البحث أسئلة أثارتها الدراسات المتتالية والمكتبية بالنقل والسرد وحتى كبار الدارسين في أدب الأندلس انطلقوا من ذلك رغم أن بعضهم أشار إلى النص إلا أنه لم يعره اهتماما وسار على مسارهم.
عند المقارنة بين بحث طه حسين عن الشعر الجاهلي الذي احدث انقلابا في النظر للشعر الجاهلي، وبحث ولادة و ابن زيدون هل يحدث انقلابا في نظرتنا لتلك العلاقة التي عشنا عليها أمدا طويلا؟
د.طه حسين استعمل منهجا غربيا وحاول إخضاع النصوص العربية الجاهلية له فاضطر إلى التراجع وإعادة التأليف في الأدب الجاهلي ولادة وابن زيدون شيء آخر قصة لم ننطلق من واقع معاش شهده الناس وعمل به معاصروهما هي قصة ابتدأت وقيل فيها شعر كثير فيما بعد موتهما بسنوات عشنا على قصة كتبها ابن زيدون في مقامة ظلت طي المؤلفات نتناقلها جيلا بعد جيل على انها مقامة فقط لا علاقة لها بالواقع ، فلم يرد الحديث عن علاقة الحب هذه في عصر ولادة ولا بعدها ففي هذا البحث غير كل ما شاع عن العلاقة بين ابن زيدون وولادة وما تعرضت له من غبن وظلم في كل ما كتبه مؤرخوا الأدب الأندلسي و ناقدوه بدءا من مؤلف أبي خشب حتى د. إحسان عباس بمؤسسته الكبيرة في التحقيق والدراسة. هذا البحث يكشف ما يلي بإيجاز 1- أن الأشعار التي نسبت لولادة ليست لها وإنما هي لابن زيدون قالها على لسانها . 2- ولادة لم تكن شاعرة غزل أو مدح إنما كانت شاعرة هجاء مقنعة في الهجاء خاصة في ابن زيدون. 3- على قلة ما روته من شعر الهجاء ( وفي هذا المجال لي بحث عن القيود الدينية والأخلاقية في الأدب الأندلسي ) فيه ما يكفي لتقديم ابن زيدون على حقيقته وتعريف الناس به 4-البحث يكشف أن ابن زيدون كان نواسي النزعة صاحب غلمان حتى اطلق اسمه على الحي الذي كان خاصا بهذا النوع من المثليين فسمي بدرب ابن زيدون في قرطبة 5- الحب الصادق في حياته كان في ولادة وأعذب أشعاره في الغزل كانت فيها . 6- فارق السن بينهما كان كبيرا ولادة وهي لم تتجاوز السادسة عشرة من العمر كان ابن زيدون متزوجا ورب أسرة. 7- ولادة عنيت بقول الشعر وابن زيدون كان الأستاذ الذي تبعث إليه بتجاربها الأولى في قرض الشعر. 8- أول أبيات غزل بعثتها إليه تصحيحها وإبداء الرأي فيها. 9-- كان نقده الأبيات نقد شاعر متمكن من صنعته فبين مواضع الضعف فيها. 10--كان رأيه كافيا لها فلم تقل بعدها أبدا شعرا في الغزل وإنما قالت في الهجاء فقط و تخصصت فيه. 11-- ولادة كانت صاحبة مدرسة لتخريج شاعرات ومغنيات وعازفات وصاحبة صالون أدبي يضم كل الأدباء والشعراء في وقتها. 12- ولادة الأميرة الأموية يوم أساء ابن زيدون الأدب في حق الوزير ابن عبدوس في مجلسها طردته شر طردية أمام الملأ من الوزراء وكبار الدولة ما يزال الكثير هل أخذت صورة عن ولادة أما ابن زيدون فله مما يذل ويخزي الشيء الكثير
رغم انك -با دكتورة - قد حطمت الصرح الجميل الذي كنا نضع فيه ولادة وان زيدون كعاشقين خالدين ، الا ان الحقيقة حين تتجلى فنورها افضل من الوهم التي نتبين انه كان مجرد ظلام .
ردحذفشكرا لك على هذا التنوير يا معلمة .