.

.

د.عبدالفتاح نجله يكتب : الفكر والعلم والخلق


تختل الحياة كلها بغياب الفكر .. بغياب العقل ..
لذلك يرفع الإسلام العلماء على العباد درجات .. فالمؤمن الفاهم .. غير المؤمن الجاهل الذى لا يعلم .. ولا يفكر .. العالم _ والعلم فى الإسلام هو كل العلم .. كل العلوم ليست العلوم الشرعية فقط _ فبالعلم تتقدم الحياة والمجتمع .. وبالعلم تسمو الدنيا بالماديات والإنسانيات .. ترتفع وتقوى جناحا الحياة فى البشر .. أقصد مكونا الإنسان _ الطين .. والروح _
فمثلا .. الجاهل يتصور أن سرقة المادة شييء , وسرقة الروح والمعنى والمشاعر و.. ليست من السرقة هى شيىء .. لا تتعارض مع الضمير والأخلاق والقيم ... قالت لى إحداهن : لا أنا مش حاخد منه هديته .. لأنى مش عايزاه .. فقلت لها
: ولكنك تتعاملين معه طول الوقت .. ذاهبة اّتية معه فى الكلية .. يسجل محاضراتك .. تحملينه كتبك .. ترسلينه هنا وهناك .... و.... وأنا أرى ذلك ... فلماذا لم تقبلى هديته ؟؟؟ ....
وكان الولد عندما حضر إلى فى العيادة النفسية قد شكى بالدموع إنها لاتقبل منه هداياه المادية وهى تعلم ثراءه المادى ....
 لقد لفت نظرى هذا الخلل الجسيم فى فكر الفتاة ... فضميرها مرتاح لأنها لاتأخذ منه ماديات لأنها لا تريد أن ترتبط به ... لكن فى نفس الوقت تعمى قلبها وعفلها عن سرقة واستغلال الحياة نفسها .. حياة الولد .. وقته , عقله , قلبه ... وتستغل ذلك أبشع استغلال .. وفى نفس الوقت لاترى فى ذلك ولا ضميرها يرى أن هذا هو أبشع استغلال .. وأنها سرفة للنفس كلها ....
قال جبران : والعدل فى الأرض .. يبكى الجن لو سمعوا به ........... فسارق الحقل مزموم ومحتقر .. وسارق الروح لا تدرى به البشر ....
وهكذا إنسان اليوم يهتم بحسابات الجزء الطينى فيه .. يهتم بحسابات الأرض ... ويتجاهل أو لايعلم أو لا يتعامل مع الجزء الربانى فيه من النفخة الربانية أى الجزء العلوى فيه ..
الجزء الذى ميزه عن بقية المخلوقات .. الجزء الذى جعله خليفة لله فى الأرض .. ولذا إختلت الموازين ..... وعجبى ...!! ......... وللحديث بقية
شاركه على جوجل بلس

عن جريدة النداء المصرية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق