.

.

جيهان مأمون تكتب: ويل لأمة كل قبيلة فيها أمة


الفكر الإنسانى متصل الحلقات لا تنفصل حلقاته عن بعضها البعض ، و لا تتجرد الأفكار المعاصرة عما سبقها من أفكار بل يظل هناك خيطا رفيعا يربطهما ، و تمتد الأفكار عبر امتداد الأزمنة يسلمها الأجيال جيلا إلى جيل ، وكل شعب يرث ملامح ثقافية محددة وقيم تبلور معها الهوية و المفهوم الحضارى ، و كل دورات الزمن أثبتت أن الأفكار البناءة تعيش و تبقى فى وجدان الشعوب وأن الأفكار الهدامة تموت وتهوى فى مقبرة التاريخ ... حين نتحدث عن الهوية المصرية فنحن نتحدث عن طبقات حضارية تشكلت خلال سبعة آلاف عام ، و عن مكونات ثرية صاغت هوية متميزة لها قيم أخلاقية و روحية ... فماذا حدث ؟ ما هى أسباب التراجع الحضارى والثقافي المعاصر ، لنصل إلى إجابات يستوجب علينا التوقف أمام نقاط كثيرة فى المسار... هل هى حين تخلى المصريون عن هويتهم المصرية القديمة ؟ أم حين خضعوا لسطوة مستمر غاشم؟ أم حين أصيبوا بغشاوة فكرية وتعصب أعمى للأفكار المتطرفة ؟ أم حين وقعوا فريسة لللإنتهازيين السياسيين ومحركى الفتن ؟ أم حين فقدوا أدب الحوار وتوقفوا عن قبول الأخر ؟ أم حين ابتعدوا عن جوهر الأديان و اكتفوا بالقشور؟ أم حين حاول كل فريق الفوز لنفسه دون الأخرين ؟ ينبغى علينا للوصول لإجابات البعد عن سياسة تحجيم العقول فالتفكير فريضة مقدسة حثت عليها كل الأديان كدعوة للتقدم والرقي ، ينبغى علينا إدراك أن قوتنا فى وحدتنا ، قوتنا فى قبولنا للأخر، قوتنا فى امتزاج حضارتنا المصرية القديمة بالقبطية الإسلامية فمصر تقوم بتاريخها كله ... نحن ننتمى للإنسانية ، نحن ننتمى لأعظم أمة صنعت التاريخ قدماء المصريين ، نحن ننتمى لأمة محمد الذى آتى برسالة السماء الخاتمة التى نشرت نور العلم على الإنسانية ، نحن ننتمى لعيسى الذى آتى بدين المحبة و حب الأخر ...إعادة الروح للهوية المصرية هى إعادة الروح لغد أفضل ، لغد تغلب عليه قوة الجماعة ...
شاركه على جوجل بلس

عن جريدة النداء المصرية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق