فقد المجتمع العلمي في مصر والعالم العربي - في عام 2009 - ، والحياة الجامعية المصرية والعربية واحدا من أنبل أبنائه لمن عرفه عن قرب ولمس صفاء روحه وقلبه وإنسانيته الرائقة هو الأستاذ الدكتور العارف بالله محمد الغندور أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس ، وأول ما لفتني إلى سيادته عثوري على كتاب له يحتوي دراسة حول "سيكولوجية الانتماء لدى جماعة صوفية" وهذه الدراسة في الأصل كانت رسالته للحصول على درجة الماجستير، وكنت يومها في الفرقة الأولى بقسم علم النفس في كلية الآداب بجامعة بنها وذلك في العام الدراسي 1988 - 1989، وكم تمنيت أن ألقاه لفرط إعجابي به، وعرفت قدماي جامعة عين شمس في النصف الأول من التسعينيات من القرن الماضي ، وأثناء تجوالي داخل حجرات قسم علم النفس وجدت لوحة على حجرة الأساتذة بها اسمه ولكن بعد السؤال عرفت أنه مسافر للعمل خارج الوطن،،، وبقيت سنوات كنت أنتظره لأراه،، وذات ظهيرة – كنت حينها أنهيت السنة التمهيدية للماجستير، ودبلوم علم النفس الإكلينيكي - جميلة كنت أسير - بلا هدف محدد - أمام المدرجات وإذا بي أجد أستاذا يحاضر طلابا في دبلوم علم النفس الإكلينيكي ولم أكن قد رأيته من قبل،، ولكن روحا وعبيرا كانت قد شدتني إليه،، فدخلت القاعة وجلست واستمعت للمحاضرة وكان لسيادته سؤال حول الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي ومن ذا الذي يحدد إذا كان المريض بحاجة للإرشاد أم العلاج ؟ فرفعت يدي لكي أجيب عليه،،، وبعد المحاضرة سألت الطلاب من يكون هذا الأستاذ فإذا بهم يخبرونني بأنه أد/ العارف بالله الغندور ،،، فاقتربت منه وحكيت له أن 8 سنوات أبحث عنه وكان ذلك بعد عودته من العمل بسلطنة عمان في العام الدراسي 1996 – 1997، وكنت يومذاك أعد مقياس اضطرابات النوم وكانت أيادي سيادته البيضاء علي من يومها حيث توجيهاته السديدة والآراء النافعة ومراجعته لكل فقرة من فقرات المقياس ،،، ولقاءات ولقاءات واشر قات أمل في كل لقاء ،،، وكيف لابتساماته الرهيفة ويده الحانية وهي تدفع أبناءه وتلاميذه للأمام أن تنسى ؟؟ ،،، ففي أحد لقاءات الخدمة النفسية عبر الفيديو كونفرانس بالتربية والتعليم وكان محاضرا حينها سلمت عليه وأشرقت أساريره فرحا عندما شاهدني وكنت من فترة لم أره، وعندما ذهبت إليه إحدى طالبات الماجستير لكي يشرف على أطروحتها وأخبرته أنها من طرفي عاملها بلطف وكرم شديدين معبرا لها عن حبه لي وكيف لا يرحب بها والإشراف عليها، والحق أني كنت قد ساعدت تلك الزميلة في اختيار الموضوع وصياغة خطة البحث، ولما اضطرتني الظروف للعمل خارج الوطن عرفت فيما بعد بسنوات حين إلتقيته وسألتها عنها أخبرني أنها لم تكمل موضوعها وانسحبت من الحياة البحثية، وكان آخرها أننا التقينا معا أيام المؤتمر الإقليمي الأول لعلم النفس الذي نظمته رابطة الأخصائيين المصريين في نوفمبر عام 2007 وقد أهديته بعض كتبي ولا أنسى حفاوته بي وتشجيعه لي يومها ،،، وفي حفل الختام كانت صحبة سيادته لي خير ما أفخر به في ذلك الحفل حيث الرحلة على باخرة في النيل ، لأكون مع سيادته طوال الحفل وكنا نتجاذب الذكريات ونقترب أكثر فأكثر فتكون الروح المرحة والقفشات البسيطة ،، حتى أنه – الأستاذ الدكتور العارف - أباح لي برغبته في إعادة نشر إنتاجه العلمي الغزير وبخاصة دراساته وبحوثه في طبعات جديدة لتكون أمام الأجيال الجديدة وهي أمنية كان لي شرف تأجيجها في روح سيادته وفي وجدانه ولعلها تجد من يقوم عليها ،، وها إنا يشرفني أن انضم لمن يرحب بهذا العمل لأكون جنديا في كتيبة تقوم على هذا العمل من محبيه وتلاميذه وأصدقائه وزملائه ،، وفي ليلتنا هذه كانت توجيهاته منهمرة علي وتشجيعه لي وأنا في مقام الابن والمريد والتلميذ في رحاب عالم وأستاذ جليل خلقا وعلما وأدبا ، وكم من مرة أعلن فيها ذلك الحب الذي جمعنا أمام تلاميذه وزملائه؟؟ وعند الوداع وأمام الباخرة يعرض سيادته أن يوصلني بسيارته إلى حيث أريد ،،، ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة ففي أحد أيام 1997 وجدني أقف في محطة غمرة في اتجاه العباسية – لمن يعرف القاهرة هذا هو الطريق المؤدي لجامعة عين شمس للقادم من رمسيس او التحرير أو الجيزة - وإذا به يقف ليحملني معه إلى الجامعة وهو الأستاذ الكبير وأنا الباحث الصغير الذي لا حول له ولا قوة...!!! كم كنت رائعا وإنسانا ،،، لا بل كنت أسماً على مسمى فكنت حقا العارف بالله ،،، وها هي الكلمات تقف عاجزة أمام هذا الحدث الجلل ،،، وقبله أمام شموخ عالم هو قامة سامقة وحده،، وضياء سيبقى ،، ولتعلم أنك في القلوب التي أحبتك بحبك لها ،، والعقول التي أنرتها بعلمك، وإلى أن نلقاك كن في الخالدين
د.خالد عبد الغني يكتب عن : العارف بالله الغندور كن مع الخالدين
فقد المجتمع العلمي في مصر والعالم العربي - في عام 2009 - ، والحياة الجامعية المصرية والعربية واحدا من أنبل أبنائه لمن عرفه عن قرب ولمس صفاء روحه وقلبه وإنسانيته الرائقة هو الأستاذ الدكتور العارف بالله محمد الغندور أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس ، وأول ما لفتني إلى سيادته عثوري على كتاب له يحتوي دراسة حول "سيكولوجية الانتماء لدى جماعة صوفية" وهذه الدراسة في الأصل كانت رسالته للحصول على درجة الماجستير، وكنت يومها في الفرقة الأولى بقسم علم النفس في كلية الآداب بجامعة بنها وذلك في العام الدراسي 1988 - 1989، وكم تمنيت أن ألقاه لفرط إعجابي به، وعرفت قدماي جامعة عين شمس في النصف الأول من التسعينيات من القرن الماضي ، وأثناء تجوالي داخل حجرات قسم علم النفس وجدت لوحة على حجرة الأساتذة بها اسمه ولكن بعد السؤال عرفت أنه مسافر للعمل خارج الوطن،،، وبقيت سنوات كنت أنتظره لأراه،، وذات ظهيرة – كنت حينها أنهيت السنة التمهيدية للماجستير، ودبلوم علم النفس الإكلينيكي - جميلة كنت أسير - بلا هدف محدد - أمام المدرجات وإذا بي أجد أستاذا يحاضر طلابا في دبلوم علم النفس الإكلينيكي ولم أكن قد رأيته من قبل،، ولكن روحا وعبيرا كانت قد شدتني إليه،، فدخلت القاعة وجلست واستمعت للمحاضرة وكان لسيادته سؤال حول الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي ومن ذا الذي يحدد إذا كان المريض بحاجة للإرشاد أم العلاج ؟ فرفعت يدي لكي أجيب عليه،،، وبعد المحاضرة سألت الطلاب من يكون هذا الأستاذ فإذا بهم يخبرونني بأنه أد/ العارف بالله الغندور ،،، فاقتربت منه وحكيت له أن 8 سنوات أبحث عنه وكان ذلك بعد عودته من العمل بسلطنة عمان في العام الدراسي 1996 – 1997، وكنت يومذاك أعد مقياس اضطرابات النوم وكانت أيادي سيادته البيضاء علي من يومها حيث توجيهاته السديدة والآراء النافعة ومراجعته لكل فقرة من فقرات المقياس ،،، ولقاءات ولقاءات واشر قات أمل في كل لقاء ،،، وكيف لابتساماته الرهيفة ويده الحانية وهي تدفع أبناءه وتلاميذه للأمام أن تنسى ؟؟ ،،، ففي أحد لقاءات الخدمة النفسية عبر الفيديو كونفرانس بالتربية والتعليم وكان محاضرا حينها سلمت عليه وأشرقت أساريره فرحا عندما شاهدني وكنت من فترة لم أره، وعندما ذهبت إليه إحدى طالبات الماجستير لكي يشرف على أطروحتها وأخبرته أنها من طرفي عاملها بلطف وكرم شديدين معبرا لها عن حبه لي وكيف لا يرحب بها والإشراف عليها، والحق أني كنت قد ساعدت تلك الزميلة في اختيار الموضوع وصياغة خطة البحث، ولما اضطرتني الظروف للعمل خارج الوطن عرفت فيما بعد بسنوات حين إلتقيته وسألتها عنها أخبرني أنها لم تكمل موضوعها وانسحبت من الحياة البحثية، وكان آخرها أننا التقينا معا أيام المؤتمر الإقليمي الأول لعلم النفس الذي نظمته رابطة الأخصائيين المصريين في نوفمبر عام 2007 وقد أهديته بعض كتبي ولا أنسى حفاوته بي وتشجيعه لي يومها ،،، وفي حفل الختام كانت صحبة سيادته لي خير ما أفخر به في ذلك الحفل حيث الرحلة على باخرة في النيل ، لأكون مع سيادته طوال الحفل وكنا نتجاذب الذكريات ونقترب أكثر فأكثر فتكون الروح المرحة والقفشات البسيطة ،، حتى أنه – الأستاذ الدكتور العارف - أباح لي برغبته في إعادة نشر إنتاجه العلمي الغزير وبخاصة دراساته وبحوثه في طبعات جديدة لتكون أمام الأجيال الجديدة وهي أمنية كان لي شرف تأجيجها في روح سيادته وفي وجدانه ولعلها تجد من يقوم عليها ،، وها إنا يشرفني أن انضم لمن يرحب بهذا العمل لأكون جنديا في كتيبة تقوم على هذا العمل من محبيه وتلاميذه وأصدقائه وزملائه ،، وفي ليلتنا هذه كانت توجيهاته منهمرة علي وتشجيعه لي وأنا في مقام الابن والمريد والتلميذ في رحاب عالم وأستاذ جليل خلقا وعلما وأدبا ، وكم من مرة أعلن فيها ذلك الحب الذي جمعنا أمام تلاميذه وزملائه؟؟ وعند الوداع وأمام الباخرة يعرض سيادته أن يوصلني بسيارته إلى حيث أريد ،،، ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة ففي أحد أيام 1997 وجدني أقف في محطة غمرة في اتجاه العباسية – لمن يعرف القاهرة هذا هو الطريق المؤدي لجامعة عين شمس للقادم من رمسيس او التحرير أو الجيزة - وإذا به يقف ليحملني معه إلى الجامعة وهو الأستاذ الكبير وأنا الباحث الصغير الذي لا حول له ولا قوة...!!! كم كنت رائعا وإنسانا ،،، لا بل كنت أسماً على مسمى فكنت حقا العارف بالله ،،، وها هي الكلمات تقف عاجزة أمام هذا الحدث الجلل ،،، وقبله أمام شموخ عالم هو قامة سامقة وحده،، وضياء سيبقى ،، ولتعلم أنك في القلوب التي أحبتك بحبك لها ،، والعقول التي أنرتها بعلمك، وإلى أن نلقاك كن في الخالدين
ماتقوله عنه لمسناه كان يعامل اقل طالب لديه بنفس الطريقه ...واذكر له مواقف مشابه في دفعتنا نفس الحضور وسعه الصدر والحفاوه والاحترام
ردحذف