.

.

د.فايزة حلمى تكتب : مذكرات نـَبْتة ..الدِفء الأسرى (الحلقة - 2)

   

وبالمثل دورى كزوجة وأم , لم يتأثر بعملى, لأننى أؤمن أن الزوجة عملها الأوّل تنشئة أبنائها بما يجعلهم صالحين, وعليها أن تفضّل وجودها فى منزلها, إن لم تستطع أن تكون بجانب أبنائها فى كل أوقات إحتياجهم لها, كما أننى أرى , وقد لا توافقنى الكثيرات فى ذلك, أن الزوجة إذا أرادت أن تعمل, فعليها تحمّل تبعات عملها, لأنه إختيارها, وليس مفروضاً عليها, ومن هذا المنطلق كنت أنظم وقتى, وأمارس هوايتى فى القراءة والكتابة, بعد إنتهاء جميع مهامى, وهذا ما جعلنى أعتاد السهر, ولا أحتاج إلّا لساعات قليلة للنوم, وسأجد معارضة شديدة من بنات اليوم, اللاتى يرين أن الزوج يجب أن يساعد زوجته فى مهام المنزل, لا أرى إطلاقا أن تلك مهمة الرجل, لأن كل منهما له مهامه التى هو ميسّر لها, وهى تشرف على كل ما يخص المنزل, بما فيها متابعة دروس الأبناء, ومتابعة نموّهم الإنفعالى والعقلى ..وتوصيل الصورة  وتبسيطها لذهن الأب, الذى غالبا ما يكون متعجبا, من التطور الذى يلاحظه على اطفاله الذين ما عادوا أطفال, لأن الأم المنصتة لأبنائها, حتى لولم يكن لديها الوقت فتُوَفّره لهم من وقتها, فهى تنصت لهم فى أثناء أداء المهام المتنوّعة, كأن تأخذ من وقت الإستذكار, لأن الأبناء المقتربين من أمهاتهم, تستطيع هى أن تبني جسورا, رائعة بينهم وبين أبيهم, خاصة لو منشغل, فبذكائها توُجِد الوقت الذى تلتقى فيه الأسرة , فتبث الدفء فى المسارات الأسرية.

    وبهذه الروح.. كنت الزوجة لإنسان ..هو نعمة مُرْسلة من الله لنا , والأم لأبناء حباهم الله بفضله.. الخلق الطيب, والنبت الكريم, وكنت كذلك مع أخوتى, أو كانوا هم معى, فأختى التى تكبرنى بسنة د/ سامية, إنسانة متميّزة طبيبة أمراض باطنة, والحمد لله تدير مركزها الطبى بشخصية قديرة.. وكانت مميزة أيضا وهى تعمل بالخارج, كما الآن مكانة أخى الذى يصغرنى بثلاثة سنوات, د/ محمد أيضا إستشارى أمراض صدرية, لن أستطيع أن أتكلم عنهما كما يتحدث الكل, الحمد لله لقد زرع أبوانا فينا...نبتة الحب لبعضنا البعض, وكل منّا يحب ويخاف على أبناء الآخر من أية شائبة, حتى أن أبناء أختى يعتبروننى الأم الثانية لهم, وكذلك إبنة أخى..تعتبرنى صديقتها الأثيرة, وكذلك بنات عمة وعم أبنائى, فأنا الصديقة, التى يجدونها دوماً..حينما يحتاجون حوارأ معى, مؤكد ليس تسلية.. بل مشكلة أو تحليلاً لأمور كثيرة..لإتّخاذ قرار, وحيثما أكون ..أوفّر من وقتى لهم..سهراً حتى مطلع الصباح, وليس الفجر..

شاركه على جوجل بلس

عن جريدة النداء المصرية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق