يتلمس الإنسان منذ مجيئه إلى الدنيا حقيقة ثابته ليركن إليها ولكنه يكتشف أن الحقيقة الوحيدة الثابتة فى الكون هى التغيير ، ففي الحياة الدنيا كل شىء نسبى ، كل فعل له بداية و نهاية ، كل حياة تبدأ بالولادة وتنتهي بالموت ، كل شىء متغير، الحقائق تتغير، المبادىء تتغير، الأخلاق تتغير ، النظريات تتغير، حتى الإنسان نفسه يتغير من لحظة لأخرى فتتغير مشاعرة ، و تتبدل أفكاره و تتجدد خلايا جسمه...
و يتقلب الإنسان ما بين نوعين من الإدراك ، إدراك القلب و إدراك العقل ... و يعتبر إدراك العقل محدود لأنه يعجز عن إدراك الحقائق الغير ملموسة ، أما القلب فيدرك اللامحسوس واللامادى بدون أن يلغي دور العقل فيحدث التوازن .
يقول تعالى : * لهم قلوب لا يفقهون بها * الأعراف : 179
وعندما يعلو الوعى الإنسانى يبدأ الإنسان فى البحث عن إجابات للتساؤلات الحائرة بداخله ، وحقيقة كل ما يستعصي عليه فهمه ، و تظل النفوس التى فطرت على البحث عن الحقيقة فى حيرة حتى تصل إلى اليقين الذى يستقر فى القلوب و تطمئن إليه الجوارح ...
فما هو اليقين ؟
اليقين هو أعلى درجات التصديق بأى حقيقة فى الكون ، هو الإيمان التام ، هو الثقة الكاملة ، هو التسليم والتوكل ...
قالوا ...
اليقين ... يستقر بالقلب
اليقين ... هو روح أعمال القلوب
اليقين ... لا يسكن قلبا فيه سكون إلى غير الله
اليقين ... هو كمال الإعتقاد بحسن الظن بالله
اليقين ... هو مفارقة أهواء النفس
كلمة اليقين ... أصلها يقن ونقول يقن الماء أى سكن وهو السكون نتيجة التوجه المستمر بالقلب لله
و عندما يستقر اليقين بالله فى قلوبنا نوقن بأنه لا خالق سواه ، لا مدبر سواه ، لا آمر و لا ناهى سواه ، كل شىء يقع بقضاءه ، فنحسن الظن به و نسلم الأمر له و لا نلتفت إلى تقلبات الزمن و لا إلى أفعال البشر
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِنْ ضَعْفِ الْيَقِينِ أَنْ تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ وَأَنْ تَحْمَدَهُمْ عَلَى رِزْقِ اللَّهِ أَوْ تَذُمَّهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ ، وَرِزْقُ اللَّهِ لَا يُغَيِّرُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ وَلَا يَرُدُّهُ كُرْهُ كَارِهٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ بِجَلالَتِهِ وَحِكْمَتِهِ جَعَلَ الرُّوحَ وَالْفَرَحَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا ، وَجَعَلَ الْغَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسَّخَطِ " حديث مرفوع
.
- تعليقات بلوجر
- تعليقات فيسبوك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
0 التعليقات:
إرسال تعليق