.

.

د.خالد عبدالغني يكتب : الجندي المجهول بالجمعية المصرية للتحليل النفسي

د.خالد عبدالغني يكتب : الجندي المجهول بالجمعية المصرية للتحليل النفسي 


 كان من حسن حظي أني العضو الرابع عشر في الجمعية المصرية للتحليل النفسي اي يأتي ترتيبي الأول بعد الثلاثة عشر المؤسسين وبهذا فأنا أول عضو في الجمعية ، ولهذا كنت دائم الحضور عند عودتي لأرض الوطن ، ونظرا لانشغالي بعض الوقت فقد تغيبت عن الحضور الى الجمعية زمنا، وفي إحدى المرات ما إن دخلت قاعة الإستقبال إلا ووجدت الأستاذة اسماء عبدالحليم بابتسامتها المشرقة ترحب بي، فقلت على الفور: متى تسلمتي العمل هنا في الجمعية يأه يبدو اني منذ زمن لم احضر الى الجمعية. فردت بهدوء: منذ فترة عموما اهلا وسهلا بك ، وتعددت اللقاءات وقامت الجمعية بعمل ندوات ودورات تدريبية وأنشطة أخرى وتكون الاستاذة اسماء الجندي المجهول وراء التنفيذ والاعداد والترتيب لتلك الندوات والدورات من حيث الاتصال بالمتدربين والمحاضرين والاعضاء وتجهيز المكان وأعمال الضيافة وغيرها . وتزداد الروابط بيننا فتقول لي: إني كنت مسجلة في اداب بنها للحصول على درجة الماجستير ، واصمت قليلا وفي اعماقي أن أمرا ما سيكون ، وماذا بعد ؟، هكذا أسأل، فقالت لا ابدا لم اكمل هناك لظروف خارجة عن ارادتي . فقلت: لا شيء المهم انك بخير وعليك الاستعداد لتكملة الطريق في مكان آخر . وتمضي عدة شهور وأراها في الجمعية وأسألها ما بال الايام معك ودراساتك العليا ، فتقول : لقد تقمت لآداب حلوان ، واتنسم عبيرا سيهل عليها بهذه النقلة من بنها – تلك المدينة التي لم أحبها – إلى حلوان ، إنها لصامدة وقوية في مواجهة الشدائد وهذا أحد ملامح شخصيتها الصلبة . ووسط هذه الأجواء تطالعك أسماء عبدالحليم الشابة المهذبة الرقيقة التي تشعرك بمسؤليتها عنك كلما قابلتها، وهذا ثاني ملامح شخصيتها المسئولية الاجتماعية وإن كانت لا تفصح كثيرا في كلامها عن ذلك ولكنه الكامن في اعماقها . وذات يوم وقد انتهيت من كتابة دراستي عن العلامة حسين عبدالقادر وغيرها عن أعلام علم النفس المعاصرين، رأيتها تشرد بذهنها فأسألها: إيه يا اسماء أين أنت ؟ فتقول بأريحية وقد زفرت زفرة ملؤها الأسى: أبدا لقد سرحت في مؤلفاتك الكثيرة والمتنوعة والتي أجد فيها علما نافعا وانت تكتب عن الآخرين ـ وأقول لنفسي يا ترى من سيكتب عنك ، خاصة وأنك ليس لك تلاميذ لأنك لم تعمل بالجامعة؟ . فأقول مازحا : يا سيدتي اكتبي عني ما شئتي فيما بعد فأنت أصبحت تعرفي كل شيء عني وها هي كل كتبي هدية لك . وعندما همت الجمعية باصدار مجلة التحليل النفسي كانت اسماء عبدالحليم مديرة التحرير التي تهتم بالحرص على اصدار المجلة ومتابعة اخبارها زيزداد شوقها لرؤيتها بين ايدي الناس، ، وإلى جانب قيامها بأعباء الجمعية الادارية فهي ايضا امينة الصندوق وعضو مجلس الادارة، وعضو بجمعية الرواد والمسئولة عن تدريب وتقديم الخدمات النفسية للاطفال المختلفين – نعم المختلفين - ، وهذا ملمح جديد في شخصيتها وهو العمل الخيري التطوعي الذي يتخطى انانية الذات الى ايثار الاخر وتفضيله. وحتى في المناسبات العامة والخاصة أجدها مهتمة بالتواصل مع الجميع – مع كل من يعرفها – وهنا تمتلك الشخصية بعدا مرحبا بالتواصل مع الاخر حتى وإن اختلفت معه ، مما سيكشف عن نضج في الشخصية تتمتع بقدر عال منه ،، ومؤخرا جدا كانت نيتي منعقدة على عدم حضور ندوة الجمعة بالجمعية نتيجة ظروف صحية لأحد أبنائي ولكنها أي أسماء أخبرتني بضرورة الحضور لأن حفلا ستقيمه بمناسبة مولد العلامة حسين عبدالقادر. فقلت لها: وهل هو يعرف ؟ فردت فائلة : لا يعرف. فقلت لها : اذن سأقول كلمة بسيطة وقصيرة جدا لا تتجاوز نصف الدقيقة وسيقول الشاعر عبدالباسط محمد قصيدة . فقالت: وأنا سأصور الفقرة ونذيعها ، فقلت :على الرحب والسعة هكذا اتفقنا ،،، وفي الرابعة الا قليل كنت بصحبة الشاعر عبدالباسط محمد القادم من قنا ، في بهو الجمعية ووجدتها في استقبال الجمهور. فقلت لها، إيه على ما اتفقنا عليه؟ قالت :نعم ،،، وكان ما شاهده الناس في الفيديو الذي قامت بتصويره بنفسها والذي لقي من النجاح والمشاهدة واعجاب المتابعين القدر الوفير وبخاصة من تلاميذ ومحبي العلامة عبدالقادر الذين لم يروه منذ ان درسوا على يديه بجامعات عين شمس والزقازيق والمنصورة وأكاديمية الفنون وكلية الشرطة عبر عشرات السنين كما قالوا في تعليقاتهم على الفيديو . وهنا يتجلى ملمح في غاية الأهمية لدي الجندى المجهول اسماء عبدالحليم وهو إسعاد الاخرين ورسم البهجة على وجوههم، يا الله وهل بعد ذلك من قيمة وصفة تجعل صاحبها في أعلى عليين ، بوركت من فتاة كلك الاخلاص والتضحية والعطاء والمسئولية والايثار ،، ألا ما ابهاك ....
شاركه على جوجل بلس

عن جريدة النداء المصرية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق