في محاضرة لطالبات
المرحلة الاعدادية قال الدكتور خالد
عبدالغني" أن للعنف نتائج نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية ويجد بنا أن
تلقي ضوءً على كل من هذه النتائج فنقول :
أولا: نتائج العنف
نفسيا
تبدو وظيفة " الأنا " لدى الفرد العادي في
إقامة أنماط سلوكية تتفاعل بكفاءة مع احتياجات المواقف البيئية وتتراكم هذه
الأنماط بعضها فوق بعض لتكون في نهاية المطاف " شبكة سلوكية " يمكن أن
نطلق عليها " أسلوب الإنسان في الحياة " وغالبا ما يصبح معظم هذا السلوك
واقعا تحت تأثير السيطرة الفكرية الواعية للفرد ، وعند مجابهة الفرد العادي نوعا
من التهديد أو الخطر الداهم ، فإن سلوكه ينتقل من منطقة التحكم الشعوري إلى منطقة
التحكم اللاشعوري وهنا يحدث الاضطراب السلوكي للفرد .
ويتضمن الاضطراب
السلوكي كل فعل " عنيف " يصدر عن الفرد ، ويمكن القول بأن العنف استجابة
سلوكية تتميز بصيغة انفعالية شديدة قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير
، فنحن نقول : فلان يحب بعنف أو يكره بعنف أو يعاقب بعنف .... وعلى ذلك فليس من
اللازم أن يكون العنف قرينا للعدوان السلبي وليس من اللازم أن يكون العنف ملازما
للشر والتدمير . حيث قد يكون العنف ضرورة في موقف معين وظروف معينة للتعبير عن
واقع معين أو تغيير واقع معين تغييرا عميقا جذريا يقتضي استخدام العنف في العدوان
....
ثانيا :نتائج العنف
اجتماعيا
إن مجتمعا أو جماعة
يسودها العنف يصبح عرضة للتصدع أو الانحلال والانحراف ، حيث العلاقات الاجتماعية
السيئة ، واختلا المعايير الاجتماعية
وانعدام القيم والأعراف ، وصراع الميول
وتباين الاتجاهات ، ومن ثم يتغنى الأفراد بالشر ويحبونه حبا جما ، يرون الخير وزرا
ويتجنبونه خوفا وهما .
إن
مجتمع العنف بعيد دائما عن التكافل والتعاون والتراحم .
ثالثا ، نتائج العنف
اقتصاديا :
من المعلوم أن المجتمع
الذي يسوده العنف والقلاقل والاضطرابات ، يهرب منه رأس المال لأنه كما يقولون
" رأس المال جبان " ، والعنف في مجتمع ما يقترن – غالبا – بالأحوال
الإقتصادية السيئة من تضخم وكساد وهزال في القوة الشرائية وندرة السلع وضعف
التسويق ، وعجز في ميزان المدفوعات بسبب الخلل في التصدير والاستيراد ، كما ينعكس
الوضع الاقتصادي على النشاط السياحي في الدولة ويصاب بالجمود والتوقف ، ولنا في
حرب الخليج خير مثال في جوانب اضطراب السوق المصرفية وتآمر " الأوبك "
على الأسواق النفطية وزعزعة الثقة في بعض
البنوك الخليجية ، وإحجام الناس ورجال الأعمال عن المعاملات التجارية ، إن مثل هذه
الهزات الاقتصادية تعزى أساسا للعنف الذي اجتاح معظم بلدان العالم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق