أحياناً تجبرنيْ الموآقف على الصمت و أحياناً يكون الصمت ضعف
"فإن نكران المعروف يكون ذلك لأسباب عديدة، فربما تكون عائدة إلى التربية، أو سمع وشاية، وهناك من ضعاف النفوس من لايحب أن يعترف أن هناك من أسدى إليه معروفاً، فهناك شيء اسمه تكامل الأدوار، وهناك ما يسمى بالتنافس غير المحمود، فيشعر البعض أنه لا يمكن أن يعترف بفضل أحد عليه وتلك هي النظرة القارونية".
كما أن حماية الذات من نكران المعروف لا تأتي إلاّ من خلال تقدير الذات، فلن يستطيع أحد أن يهزمك إذا كنت من الداخل منتصراً، فناكر المعروف لا يهم ما يقوله، فمن يقدم لا ينتظر شكر البعض أو اعترافهم بذلك الصنيع، وتلك المشكلة التي يقع فيها الكثيرون أن "ريموت النفس" لدى الآخرين هم من يتحكمون بما نشعر: يشكروننا فنفرح، يغضبوننا فنحزن يجرحوننا فنتألم وذلك كله خطأ نقع فيه؛ لذا لا نسمح لأحد أن يوجهنا.
لابد من التركيز على تطوير الذات في مواجهة هذه الأنماط في الشخصية بشجاعة، فبدل أن نحمي أنفسنا وقد ننهزم، نشعر بالشفقة على من ينكر المعروف فعلاج نكران المعروف يختلف باختلاف علاقتنا بمن أنكر المعروف، ونحن دائماً بحاجة إلى الانتصار الذاتي، وتقدير الذات،لأننا بقدر ما نتعب في الانتصار على ضعفنا من الداخل كلما استطعنا أن نحرز نجاحاً مع من ينكر المعروف.
هل نستفيد من تجارب الخذلان التي عشناها، فتقديم العطاء صفة حينما توجد في الإنسان فإنه لا يستطيع أبداً أن يتجاوزها أو يغيرها أو يختار من يتعاطف معه ويقدم له المعروف؛ لأنه اعتاد على ذلك، موضحة أن ذلك ما يبرر تقديم الخير من قبل البعض حتى لأعدائهم طمعاً في تغييرهم للأفضل.
أخيراً ناكر الجميل هو مريض نفسيّاً، ولديه اضطراب نفسيّ ونرجسيّة معيّنة، حيث لا يشعر بأيِّ نوع من أنواع محاسبة الذات أو تأنيب الضَّمير. ويوصي هؤلاء المحلّلون بالحذر في التعامل مع هؤلاء المرضى,,,
فإن الله الذي ينظر ويسمع ويعلم هو الذي خلق الإنسان ، وأن عمل المعروف مع الإنسان هو من أجل الله رب العالمين وليس من أجل مخلوق
قال - صلى الله عليه وسلم -:
(مَن أتى إليكم معروفًا، فَكافئوه، فإنْ لم تَجدوا، فادْعوا له)
0 التعليقات:
إرسال تعليق