الفكر الإنسانى متصل الحلقات لا تنفصل حلقاته عن بعضها البعض ، و لا تتجرد الأفكار المعاصرة عما سبقها من أفكار بل يظل هناك خيطا رفيعا يربطهما ، و تمتد الأفكار عبر امتداد الأزمنة يسلمها الأجيال جيلا إلى جيل ، وكل شعب يرث ملامح ثقافية محددة وقيم تبلور معها الهوية و المفهوم الحضارى ، و كل دورات الزمن أثبتت أن الأفكار البناءة تعيش و تبقى فى وجدان الشعوب وأن الأفكار الهدامة تموت وتهوى فى مقبرة التاريخ ...
حين نتحدث عن الهوية المصرية فنحن نتحدث عن طبقات حضارية تشكلت خلال سبعة آلاف عام ، و عن مكونات ثرية صاغت هوية متميزة لها قيم أخلاقية و روحية ...
فماذا حدث ؟ ما هى أسباب التراجع الحضارى والثقافي المعاصر ، لنصل إلى إجابات يستوجب علينا التوقف أمام نقاط كثيرة فى المسار...
هل هى حين تخلى المصريون عن هويتهم المصرية القديمة ؟
أم حين خضعوا لسطوة مستمر غاشم؟
أم حين أصيبوا بغشاوة فكرية وتعصب أعمى للأفكار المتطرفة ؟
أم حين وقعوا فريسة لللإنتهازيين السياسيين ومحركى الفتن ؟
أم حين فقدوا أدب الحوار وتوقفوا عن قبول الأخر ؟
أم حين ابتعدوا عن جوهر الأديان و اكتفوا بالقشور؟
أم حين حاول كل فريق الفوز لنفسه دون الأخرين ؟
ينبغى علينا للوصول لإجابات البعد عن سياسة تحجيم العقول فالتفكير فريضة مقدسة حثت عليها كل الأديان كدعوة للتقدم والرقي ، ينبغى علينا إدراك أن قوتنا فى وحدتنا ، قوتنا فى قبولنا للأخر، قوتنا فى امتزاج حضارتنا المصرية القديمة بالقبطية الإسلامية فمصر تقوم بتاريخها كله ...
نحن ننتمى للإنسانية ، نحن ننتمى لأعظم أمة صنعت التاريخ قدماء المصريين ، نحن ننتمى لأمة محمد الذى آتى برسالة السماء الخاتمة التى نشرت نور العلم على الإنسانية ، نحن ننتمى لعيسى الذى آتى بدين المحبة و حب الأخر ...إعادة الروح للهوية المصرية هى إعادة الروح لغد أفضل ، لغد تغلب عليه قوة الجماعة ...
.
الرئيسية / وحملة تصحيح المفاهيم المغلوطة في التاريخ المصري القديم
/ جيهان مأمون تكتب: ويل لأمة كل قبيلة فيها أمة
- تعليقات بلوجر
- تعليقات فيسبوك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
0 التعليقات:
إرسال تعليق