حين تفكر جريدة ما فى تخفيض عدد صفحاتها..فهناك موازين ومعيير لهذه الخطوة...التى لا يجب ان تتم بعشوائية..هذا من بديهيات المشتغل باى مجال..فما الحال ان كان ذلك فى مجال الفكر والثقافة....فهذا واجب وليس فضل...
وحين تفكر جريدة الزمان تحديدا فى تخفيض عدد صفحاتها..ولتكن هناك توازنات تناولية..وتنوعية..فكان على القئمين عليها مراعاة استمرارية التنوع فى الوجبة الغذائية العقلية..التى تتيحها للقارىء..حتى تكون وجبة صحية..تماما كالوجبة الغذائية التى نتناولها..لا يجب ان يستأثر صنف بالطغيان على سائر الاصناف على المائدة..والا كان هناك إفتقاد ل لصنف اساسى..مما ينقص من مقدار الفيتامينات الضرورية لغذاء الجسم....
فكيف يكون الحال..
ونحن نتكلم عن غذاء العقل..انه اهم..واكثر احتياجا لهذا التوازن الغذائى..لذا نجد ان هناك زيادة غير ملحة لصفحات رئيسة التحرير..وكانها تفرد..وتفرض على القارئ..صفحات كاملة..لمتحدثة واحدة..هى نفس الاسلوب..ونفس التناول..وان تغيرت العناوين فى الصفحات..حتى وان كانت صاحبة الجرييدة..حتى وان كانت ذات قلم ذهبى او ماسي..الا ان له نفس المذاق..وبالتالى يمد العقل بنفس النوع الغذائي...
اما صفحة سماء عربية... يااااالله..كم هى غزيرة التنوع..صفحة واحدة..بها كم من الفيتامينات والمكملا الغذائية العقلية..يكاد يغنى المتلقى..عن معظم ابواب الجريدة..لان بها تصنيف..من جميع التوجات..ولو لم تكن بالجريدة سوى هذه الصفحة..لكفى بها وجبة عذائية دسمة..لا نحتاج بعدها.. الا ..مابعدها الاسابيع التالية..وكفى بها ..وجبة ثقافية مشبعة...ويقينا ..ستدرك ادارة الجريدة آنيا...الخسارة التى ستلاحقها..بخسارة الافلام التى انارت الجريدة بتنوع اضاءاتها..وها هى قد انطفات بمغيبهم عن ممشاهم بهذه الصفحة..لكنهم..ايضا..يقينا..يتالقون فى اماكنهم الاخرى..هم لم..ولن..يخسروا..لكن الجريدة هى التى انطفات..
ليت تكون هناك مراجعة للقرار..وان كانت هناك ضرورة..فلتخفضوا صفحات رئيسة التحرير.
فقد كان الفاضل المحترم أ/ أسامة الألفي.. بمثابة الأب الروحى لسماء عربية ... ربما من وحي أنه لا يجب أن تجمع ملحوظة أكتبها بين إسم سيادتة... ومن ذكرت آنفا ..فى ملحوظتى العابرة السابقة, لأن سيادته قد أفرد الصفحة,,لإضاءات من إتّجاهات شتّى, ولم يحتكر الصفحة لصالح أسماء بعينها, فكان لنا لقاء اسبوعى مع ما هو غير متوقع.. فكنّا نمرر الصفحات الأولى لنصل لصفحة تنبىء عن نفسها..بضيائها المنبعث من بين سطورها, حتى لكأنّنا نصل إليها مباشرة, حيث الكلمات ..فوّاحة العبير, فنبتهج بداية لمجرد قراءة العناوين...التى تنبىء من يقترب بثراء مضمونها,,فندخل الصفحة.... كما ندخل حديقة أزهار ..مختلفة ألوانها وأريجها..الذى يملأ مسام عقولنا...فلا نتمنى مغادرتها, إلّا بأمل ..وعلى وعد بلقاءٍ جديد ..الأسبوع التالي.... ومع ذلك فلا بأس أبدا على الرائع المحترم المفكر الكبير الأستاذ/أسامة الألفى...فمن فتح بوابات الخير لكثير من الشموع الثقافية..ومن شيّد قواعد ليوقف عليها ..المبدعين....إن هو إلّا أستاذ يملك من المهارات التى بها يستطيع التشييد أينما تواجد.. فالإنسان سماته ثابته..
ولتطمئن أستاذنا الفاضل..على شموعك التى أوْقدتها..على صفحتك..فسوف تنير حيثما إتّجهت فى أى مكان آخر.. وستظل تحفظ لك دوماً..أياديك البيضاء, التى بها فتحت لهم....بوابات الخير.
0 التعليقات:
إرسال تعليق