.

.

تنقية التاريخ فرضُ و جهادُ و فضيلةُ

الأديبة والمؤرخة جيهان مأمون

تنقية التاريخ مما يشوبه من تحريف فرض...
و التصدى للمفاهيم المغلوطة و التزييف جهاد ....
والتنقيب بين خباياه و إستخراج كنوزه فضيلة.....

ضعف الحس التاريخي ، وفقد الكثيرين خاصية التأمل والاستفادة من تاريخ الأسلاف و تقلبات الدهر ، وأصبح التاريخ قصصا وروايات تروى على الربابة بغرض التسلية .

  لكن قراءة التاريخ ليس ترفا ولا سردا و لا تسجيلا لقصص وأحداث ، إن استقراء التاريخ و التنقيب بين السطور لإستخراج مدلولات الأحداث نوع من صناعة المستقبل و توجيه مساره و رسم معالمه لصناعة تجربة إنسانية ناجحة … الوجوه تتبدل والأحداث تتكرر والمصائر تتشابه فالقوانين الكونية و السنن الربانية لا تتبدل بمرور الوقت و لا بتغير المكان … وكما قال ابن خلدون: (التاريخ في ظاهره لا يزيد على أخبار الأيام و الدول وفي باطنه نظر وتحقيق و تعليل ) التاريخ رواية طويلة و ممتعة و ليس المقصود باستقراءه البحث عن الصراعات و تقصى الأحداث و سرد الحقائق بسطحية دون تحليل المضمون مما يقود للتدهور الثقافى … بل المقصود هو تطبيق مناهج البحث العلمية الحديثة وإرساء الوعى التاريخى والإجتهاد لربط التاريخ بسائر العلوم الإنسانية لإثراء المضمون برؤية علمية للتاريخ المعاصر .. فأمة لا تقرأ تاريخها لا تملك صياغة حاضرها و لا تحلم ببناء مستقبلها …
شاركه على جوجل بلس

عن جريدة النداء المصرية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق