.

.

جيهان مأمون تكتب : هو انت إية شبطة ؟

جيهان مأمون تكتب : هو انت إية شبطة ؟
 شبطة أو أوشابتى خدام العالم الأخر فى مصر القديمة... وشابتى باللغة المصرية القديمة بتعنى يجيب ، و أوشابتى هى التماثيل المجيبة التى تلبى النداء بدلا عن المتوفى فى العالم الأخر ... الأوشابتى تماثيل رمزية صغيرة الحجم تتراوح أطوالها مابين 18-29 سم ، وكانت بتتخذ شكل مومياء بذراعين متقاطعين لها نفس ملامح وجه المتوفى و مدون عليها إسمه مع عبارات تضرعيه لتستجيب وتلبى النداء لتكون بديلا عن المتوفى فى العالم الأخر ، فتقوم التماثيل بالأعمال الشاقة مثل الزراعة و الحرث و الحصاد و الرى ، كما ارتبطت بحقول اليارو أو الجنة عند قدماء المصريين .

 هناك نص مدون فى كتاب الخروج للنهار بينادى فيه المتوفى على تماثيل الأوشابتى و بيقول : ( يأيها الأوشابتى ، إذا نادى على أحد للقيام بأى أعمال من تلك التى تعمل فى الجبانة ، أو لزرع الحقول أو لرى أرض وادى النهر ، أو لنقل الرمال من الشرق للغرب فقل هآنذا ، إذا نادى أحد على إسمى.) محتاجين أن نتوقف هنا ، هل فعلا اعتقد قدماء المصريين إن هذه التماثيل الصغيرة سوف تدب فيها الحياة وتقوم بالأعمال الشاقة بدلا من المتوفى ؟ الإجابة سوف اتقودنا إلى موضوع الرمزية فى الفكر المصرى القديم و الحكمة الكامنة من وراء هذه التماثيل الصغيرة .
 آمن قدماء المصريين بأن عالم الروح هو العالم الحقيقى الأصلى و أن كل شىء فى العالم الأرضى المادى ما هو إلا صورة معكوسة لعالم الروح مثل المرآة .... كما آمن قدماء المصريين بأن كل شىء فى العالم له طبيعتين ، طبيعة مادية و طبيعة روحانية وأن الصور و التماثيل هى الرابطة مابين العالمين لانها تستطيع مخاطبة مثيلاتها فى العالم الأخر و التواصل معها لذا كان يتم وضع تماثيل الأوشابتى بجوار المومياء لكى تتخاطب مع مثيلاتها من الخدم فى العالم الاخر فيقوموا بخدمة المتوفى ، و كان يتم وضع هذه التماثيل عند منطقة الرأس أو القدمين و أحيانا كان يتم وضعها بداخل إناء فخارى أو صندوق خشبى أو يتم بعثرتها على أرضية المقبرة .


 صنعت تماثيل الأوشابتى من مواد متعددة مثل الخشب و الحجر و البرونز و الفاينس الأخضر و الأزرق و كان يتم نقش علامة التايت الزرقاء رمز الحماية على ذراع الأوشابتى الأيمن و علامة الدجد رمز الإستقرار على الذراع الأيسر ... كان عدد تماثيل الأوشابتى 365 تمثال بعدد أيام السنة ، حيث يقوم كل تمثال بالعمل نيابة عن صاحبة لمدة يوم واحد فقط فى السنة ، و كان يوجد لهم 36 رئيسا ، و عدد التماثيل فى المقابر بيكون تبعا لوضع ومكانة صاحبها فمن الممكن أن تزيد أو أن تنقص... تحورت الأوشابتى مع مرور الزمن و صارت الشبطة فتمثال الأوشابتى يعتبر شابط مع مومياء المتوفى لا يفارقه أبدا لأن هناك تمثال لكل يوم من أيام السنة و من هنا صارت الأوشابتى شبطة ... و عمار يا مصر
شاركه على جوجل بلس

عن جريدة النداء المصرية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق