قصيدة "تَأْسِيس" للشاعر محمد عبدالستار الدش
لمَّا رأيْتُ حبيبتى
أخبَرتُها:
أنَّ الجميعَ على
الطريقِ
يردِّدُون كلامَنا:
- شجرَ القرى
- وردَ المآذنِ
- والطيورَ جميعَها
-عزفَ الكنائسِ،والمصانعِ
- والحقولَ، وما تلا.
والأهلُ والأحْبابُ
والجيرانُ
لم يتخلَّفُوا.
همْ ينسخون كتابَنا
للطالبين حياتنا.
والشوقُ يملأهمْ
إليكِ.
فقالت:اتْرُكهمْ
قليلا
يُظْهروا ما يُضمرونَ
على بساطِ الشمسِ
واسْكُبْ فوقهمْ
ماءَ المحبَّةِ
واستمعْ للحالمينَ
ورَتِّل الأورادَ
من عهد الولادةِ
فى الحياة لعهدنا
فى حضرةِ الضوءِ
المُطلِّ
على حقولى مِنْ غدٍ
نعدوا إليهِ
مُحَمَّلين بأغنياتٍ
لا ترى
غيرَ التّوَهُّجِ
فى القلوبِ.
وهاتِهمْ
لحديقةِ الحُبِّ
الكبيرةِ
مُلْتَقَى كلِّ الوجوهِ
الشَّاخصاتِ لنورِها
الأسْمَى
تطلُّ على الجميعِ
نسائمُ الشَّمْلِ
الجميلِ
تلفُّهمْ بحريرِها
وتقولُ رُقْيتَها عليهمْ
فى خشوعٍ:
إنّهُ باسْمِ الإلهِ
الجامعِ القهَّارِ
قَرِّبْ بينهمْ
ياصاحبَ الملكوتِ
واقْهَرْ خُلْفهمْ
وبِحَقِّ جُودِكَ
لاتدعْ فيهمْ صغيرا
أو كبيرا
مِنْ أبالسةِ الزمانِ
يخصُّهُمْ .
ياحِصْنَنَا
ياظِلَّنَا
وارْفقْ بهمْ.
وابْسُطْ سماحتَكَ
التى تعلو بنا،
ياصاحبَ الرَّحماتِ
ياالله!
ياالله!
ياالله!.
......
مَرَّتْ دوْرَةٌ
مِنْ وقتنا
تمضى
يسودُ الصَّمْتُ
والخطراتُ
فى الصدرِ المشاكسِ
تعتلى
كلَّ البناياتِ البعيدةِ
والقريبةِ
هَزَّها
نهرٌ يشقُّ طريقَهُ
مثل الصباحِ البِكْرِ
يبعثُ بسمةً بيضاءَ
تملأنا
لنمضىَ فى الطريقِ
بلا رجوعْ.
0 التعليقات:
إرسال تعليق