.

.

د.فايزة حلمي تكتب : مع الصحبة الآمنة

د.فايزة حلمي تكتب : مع الصحبة الآمنة

 الأستاذ الدكتور/ خالد عبد الغنى .. ناقدنا النفسى المتفرّد وكاتبنا المتميّز, ومثقّفنا المتعدد القدرات الفكريّة, أسْديّ إليَّ ما هو أرفع درجة مِن المعروف, حين أوضح لى أنه سيكون شيئ طيِّب ..فى حال حضورى ندوة "الجمعية المصرية للتحليل النفسى" مقصود به طيب لى ..حتى تكون فرصة لى لأن أتعرّف بالجمع الموجود, وأوضح أن أستاذنا الدكتور / حسين عبد القادر سيكون متواجدا, بصحبة العديد من الأساتذة الأجلّاء, وإكتفى سيادته بهذه اللمحة عن الندوة, وترك لى الأمر دونما تأكيد منه بضرورة الحضور, ولا تأكيد منى بيقين الإستطاعة. ولقد كنت بالفعل على غير يقين بإمكانية إستطاعتى الذهاب للندوة يوم الجمعة , حيث سافرت للقاهرة فى اليوم السابق, أى الخميس..
من الثالثة ظهرا, لأسعد بلقاء الصديقة الجميلة د/ منار فتح الباب, وعدت فى الحادية عشر مساءا, ومع ذلك ..تغلبت رغبتى فى لقاء هذا الجمع الفريد .. على إحتمالية إجهادى من تعاقب سفرى ليومين متتاليين, ولم أتردد ..بل كانت الصور الذهنية المستمدة من الصور الألكترونية, تصاحبنى طوال الطريق لمقر الجمعية, خاصة وهى لأشخاص .. جميعهم لم ألتقِ بهم من قبل, ولم أتحاور معهم إلا مِن خلال متابعة أخبارهم. الوحيد الذى كانت لى به صلة فكرية حوارية صافية, هو الأستاذ الدكتور/ خالد عبد الغنى , وكم كنت أتمنى منذ تعرّفت على سيادته .. أن ألتقى وهذا الإنسان...الذى أصبحت سماته مما ندر وجودها بزماننا الجليدى المشاعر, المادى المنافع, ولقد كان التعرّف به عن قرب, من اهم دوافعى للذهاب للندوة, حيث كان لدي حدس..أننى لم أكتشف كل خصاله التى حباه الله بها, والتى كان أوضحها .. وأفصحت عن نفسها بتلقائية, هى صفة الإيثار .. حيث كان قد كتب " رحلة الحج" كتابه عن رحلته, وأتاح لنا( أنا ..دون سابق معرفة سوى بعض القراءات لى, و الأستاذة الدكتورة / ثريا لهى, أستاذة الأدب الأندلسى بالمغرب, والمحترم الأستاذ / إبراهيم شافعى الشاعر والمترجم), أن نشترك فى التعليق على رحلتة وأفرد لنا الصفحات الأولى دون إيجاز, نسهب فلا يمل, وترك لنا الساحة.. كل منّا يكتب من زاوية رؤيته, , وكان ثاقب الفكر فى تنفيذ هذه الفكرة الفريدة من نوعها, بل لقد آثرنا على نفسه, وأفرد لنا الصفحات الأولى من الكتاب, وكان يمكن ببساطة أن تأتى كتاباتنا عقب ما كتبه, إنه الإيثار بغير تردد, وبفضل خلق, لذا كان حرصى على التعرّف أكثر وعن قرب على هذا الإنسان...داخل الإنسان . ووصلت لمقر الندوة... ووجدت من حفاوة الأستاذ الدكتور/ خالد .. حين لقائي, ما وجدته من حفاوته المسبقة حين أخبرته بإحتمال حضورى, حفاوة لها صورة ستظل مستقرة بمكامن الذاكرة, وقام مشكورا بتقديمى للعملاق أستاذنا الدكتور/ حسين عبد القادر.. الذى تجسدت فيه سمة التواضع .. والتى هى سمة العلماء الأجلّاء العظماء, والتى تبدّت فى أكثر من موقف أثناء الندوة, ليس المجال بمتّسع لذِكْرِها, وكذلك سمة البلاغة التى زيّنت كل عباراته العلمية, وفيْض عِلمِه الذى كان جليّا واضحا, لكل الحضور, وهو فى غير حاجة للحديث عن الكثير والكثير من خصائص شخصيته, واضحة المعالم. وكانت فاكهة الجميع.. فى هدوئها ورقّة ملامحها وعمق فكرها وبساطة وسلاسة تواصلها مع البشر..هى الأستاذة الدكتورة/ آمال كمال, إنها تمضى بين الجمع كالنسيم, تشعر بعبوره دونما صوت .. فقط تمضى بيننا بإبتسامة عذبة تغفو على ثغرها مستكينة , تمضى بخطى متّزنة, وتعليقات موجزة, حقا شخصية لها هالة خاصة تحيط بها. ويشترك معها فى نفس سمة الهدوء, وإن كان عنده ظاهرى .. شاعرنا.. الأستاذ /عبد الباسط محمد, النوبى الذى يحمل فى ملامحه صلابة إرادة, وحدّة تفاصيل تحكى عن مفردات حياة صاحبها, وددت لو تحاورت معه, لانه يحمل الكثير الذى يُقال عن تجربته الإبداعية, ومن أشعاره.. نستطيع قراءة بعضها, ولكنه آثر التحرك فى صمت بين الجميع ..وإن كان فى حيز مكانى محدود, لكنّه أسعدنا بقصيدته التى ألقاها, إنه شخصية تحفر بصمة لها لدى من يقابلهم... حتى دون حوار. لقد توالت فقرات الندوة ..بعد ذلك, وأنصتنا خلالها بعد أ.د/ حسين, للباحث صاحب الكتاب المطروح للمناقشة د.طلعت حكيم.

ثم الأستاذ الدكتور/ أحمد خيرى حافظ...بكلماته التى عقّب بها فى إيجاز, وأعقب ذلك المناقشة المبسّطة مع الباحث, وإنتهت الندوة, وبدأ الجميع يتبادل إلتقاط الصور, وتبادل الكتب, وتناول قطع من التورتة إحتفالا بعيد ميلا أ.د/ حسين, لقد كانت له مفاجأة ظهر عليه التأثر بها, ولكم يدل ذلك على مدى حب وتقدير وإجلال الجميع لسيادته, وواضح أن هذا بعض مما يفيض به على هذه الصحبة الآمنة.

 ولقد كانت الأستاذة /أسماء .. هى الشخصية التى تتولى مسئولية كل هذا الجمع.. والترتيب للندوة .. وتمضى فى صمت وإبتسامة تمنحها للجميع بما فيهم أنا التى تعرفنى للمرة الاولى, ولقد سبق ورحّبت بى على الماسنجر.. دون أيضا سابق معرفة,
إنها ذات القلب الأبيض الذى مازال ينظر بنقاء للدنيا, ونتمنى أن تظل محتفظة بهذه الصفات الجميلة التى تميّزها ويستطيع الكل أن يلمسها ويلحظها. لأن أحكى عن هذا اليوم الذى سيظل مميزا ضمن مقتنيات ذاكرتى, فهذا يحتاج لكثير من الصفحات, وكنت أتمنى أن أستطيع السرد التفصيلى لكل دقائق المدى الزمنى الذى أمضيته هناك بين هذه الصحبة الآمنة.. فى الجمعية المصرية للتحليل النفسى, تمنّيت أن أكون فى التدفّق السردى للأحداث بسرعته وغزارته, مثل أ.د/ خالد, هذا الإنسان المؤكد أنه علامة وشمية الأثر بقلب وعقل كل من يتعرّف عليه ويتعامل معه, ليس فقط لأنّه يعطى بغير حساب من وقته وعلمه وجهده , وليس فقط لأنه لا يتوانى عن تمهيد الطرق الإعلامية الممكنة لكل من يتعرّف به, لكنه إنسان به من الرضا .. ما يجعل السلاااااااام النفسى مستقرا داخله بإطمئنان صاحب المسكن, الذى بعث يستدعى السكينة..لتكون رفيقته .


 الحديث عن أ.د/ خالد .. يجب أن يكون بأسلوب مختلف..وبمفردات لغويّة نورانية, تناسب صفاء سريرته, لا أبالغ..بل هى حقيقته..إنّه قوة تنويرية مختلفة.. له من بساطة المشاعر والسلوك والكلمات.. ما يجعله طاقة إيجابية لها مجال إشعاعى محيطي المدى, تبيّنت ملامحه وأنا أتابع فى صمت حوار من حوله.. بل نظراتهم المحبة له, ونظراته ومشاعره للجميع التى تحمل ..ليس بين طياتها, بل بوضوح تعبيراتها ..محبة تفيض على ملامح وجهه , وتتضافر بنسيج عباراته... محبة نقية بها من ملامح الطفولة..تعبير بغير زيف..وضوح بلا ظلال .. فَرَح دون حدود .. تصريح ليس به مواربة. لقد كان أ.د/ خالد محور إرتكاز فى الجمعية, كل الأحداث تدور فى فلكه, وكان يهدى كتبه للبعض, وكان لى أن تفضّل .. وحظيت بالكثير مما أصدره..وللحديث عن هذه الكتب ..وقته, كما سعدت كثيرا .. كثيرا..بالحوار معه, الذى وضع إطارا لنفس الصورة التى رسمت ملامحها سابقا من جميع الزوايا, صورة مبهرة.. لمن يعرف قيمتها, لأنها من قيمته .. وقااااامته, فرغم إندماجه مع الجميع فى حوارات, محاولا أن يستوفى كلاً حقّه, إلّا أنه واضح التميّز... فأينما كان متواجدا فى أيّة أوركسترا.. فسوف يظل دائما..عازفاً منفردا.... الأستاذ الدكتور/ خالد ... لا أجد ما أهتف به كلما حادثتك .. سوى..شكرااااا






شاركه على جوجل بلس

عن جريدة النداء المصرية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق