الكاتبة والمؤرخة جيهتن مأمون |
صوفية الحضارة المصرية القديمة (2)
الظلام هو الفوضى ، و النور هو النظام .... كان الشئ الوحيد الذى يخشاه المصرى القديم هو الفوضى فهى قادرة على تدمير النظام الكونى وسقوطه مرة أخرى فى مياه الأزل ، و النوايا الطيبة وحدها ليست كافية لإزاحة قوى الفوضى و الظلام التى رمزوا لها بالثعبان أبوفيس (أبيب) الذى كان رمزا للأغلال التى تقيد الروح بالرغبات لتعوقها عن بلوغ أهدافها التى تسعى إليها ، و مهمة الإنسان فى الحياة هو تحطيم أغلال أبوفيس و إخضاع الأنا ، شيطان النفس الممثلة فى (ست) لكى تستطيع الروح الوصول الى مبتغاها من السمو و الرقى....
فالخلود و الاستمرار إلى الأبد (الدجد ) يعتمد على الحركة المنظمة فى الكون (الماعت ، النظام الكونى ) ، و كان من المهم الإلتزام بالقواعد و القوانين (قوانين الماعت) ، و كان مصطلح (إقامة الماعت) يعنى الحفاظ على النظام الكونى بعكس (الإسفت ) نقيض الماعت التى تعنى الفوضى الدائمة المتكررة التى كانت تعد ألد أعداء المصرى القديم ...
و عندما يفقد الإنسان الماعت (التوازن و الإستقامة ) يصبح مقيدا بأغلال (ست) رمز الأنانية و الذات المتضخمة ، و أغلال ست تمثل كل المشاعر السلبية من غضب ، حقد ، كره ، حسد ، غيرة ... و على من يريد التحرر من هذه الأغلال أن يتخلص من كل المشاعر السلبية التى تكبل نفسه و قلبه و أن يتحلى بالمشاعر الإيجابية البناءة ...
و عرف اجدادنا العظماء أن الحب الإلهى هو الذى يحرر الإنسان من هذه الأغلال ، فالحب الإلهى ينقى القلب وعندما يعرف الإنسان ذاته ، و يعرف خالقه عندها يصبح صادق القول (ماع خيرو ) ويكتشف معنى الحياة الحقيقية
0 التعليقات:
إرسال تعليق