.

.

د.فايزة حلمى تكتب : مذكرات نـَبْتة ..الدِفء الأسرى




 الحلقة - 3
  أما دروى كإبنة..فهو مالا استطيع الحديث بإسهاب عنه, لأن تفاصيله محفوره كنهر دائم السريان, وذكرياته..كشجرة موُرقة.. متجددة ودائمة الإزدهار, دورى  كإبنة..يجسّده ما مُنِح لى كإبنة.. وليس ما قدّمته.. لأن ما قدّمته يمثل واحدة من رمال الصحراء ..قياساً.................
-         بدايات الكتابة..كانت نظم ما أظنّه شعراً, وبالطبع النشأة كان لها أثر..مِن إفساح الوقت والمجال .. والجو الأسرى الهادىء, للقراءة.. بل أن هذه النشأة هى التى لوّنت حياتنا بالنزعة الرومانسية, والتى جعلت حياتنا شديدة العذوبة, فنشأ ابنانا وهم يسمعون قطعة شعر قرأتها, أو قصة قرأتها فأسرد موجزها , لنناقش جميعاً مغزاها, وللآن غالباً ما تكون سهراتنا أو حتى أوقاتنا أمام أفلام أجنبية, نناقش كيفية التوصّل إلى لغز الفيلم, أو الهدف منه, وكنت أكتب من أيام ثانوى, لصديقاتى, وفى الجامعة, كتبت كثيراً, كلها لخطيبى حينئذ.. الذى أصبح فيما بعد رفيق عمرى, وكنت أراسل أختى فى الخارج وأكتب لها نظم أيضا بمناسبة عيد ميلادها, وأكتب لأخى بالخارج, لكننا لم نسافر للخارج قط, إلّا للحج أو للعمرة, أو كرحلات, وبداية كتابتى لقصص الأطفال..تزامنت مع كتابتى لأغانى الأطفال, مع ذهاب أطفالى للمدرسة, وكنت متفاعلة مع أنشطة مدرستهم, وعنصر فعّال فى المدرسة, فكنت كلما تكون هناك مناسبة تطلب منى إحدى المدرسات كتابة أغنية أو فزورة لتقديمها للأطفال, فيبدأ, بمجرّد عودتى ذهنى يعمل , وأكون خلال مدى وجيز  دندنت بها أثناء أدائى لأية مهام, فأسارع بكتابتها, وفى اليوم التالى أعطيها للمدرّسة, باللحن الذى ستكون عليه, ثم بدأت أكتب عن ما يميّز الطيور والحيوانات, فتكوّنت قصص الأطفال, وذات يوم طلبتنى صديقتى من الاسكندرية, تخطرنى أن هناك مسابقة فى أسوان لقصص الأطفال, فأرسلت فى الصباح الباكر قصتين, وبالفعل فازت القصّتان بالجائزة الثانية والثالثة, ولم أعرف, إلّا حينما كنت بجريدة الأهرام, فى مكتب الأستاذة عبلة الروينى, منتظرة الأستاذة فاطمة بركه, فى محاولة لنشر المجموعة القصصية القصيرة( ولم يحدث بالطبع), فوجدت أ. فاطمة بركة تسألنى:" أليْس إسمك فايزة حلمى صادق؟"
شاركه على جوجل بلس

عن جريدة النداء المصرية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق