.

.

د. فايزة حلمي تكتب: الفصول الأربعة في "لغة جديدة للحيــــــــــاة"

إن آباء الأبناء المفكّرين سَلبيا , يكونون فى حالة من عدم التصديق, وهم يراقبون أبناءهم ينهارون, ويَسْتغرِق الآباء فى مُهمة إنقاذ الغَرْقى, أىْ محاولة تحريك أبناءهم خارجا...من الحفرة التى على ما يبدو خبّأوا أنفسهم فيها, وكأن الطفل يتمسك بسلبيته على أنها مَلاذُه العميق ...بل.. وليس مستعدا لتركه ... إن الآباء هم المسئولين عن ألم وأسى أطفالهم , لذا يجب أن يتعلموا أن يلاحظوا , ويمنعوا سريعا إنزلاق أطفالهم لهذا السرداب المــُغلق , ويعلمونهم كيف يفتحوه, ويتعاملون مع أسرارهم , وكيف يناضلون ويقاومون الوقوع فى التفكير السلبى . لأن الأطفال لا يعرفون أنهم يرون الموقف مكبرا مئات المرات, لذا على الآباء تعليمهم :
 أن يكون لديهم منظور مختلف للمواقف, من خلال تعليمهم طريقة أخرى فى التفكير.
تقليص المشكلة وإعادتها الى حجمها الطبيعى .
أن ينمّوا مِحْورين عقليين , أحدهما للشعور بالمشكلة, والآخر لرؤية إمكانية التغيير, بنفس الطريقة التى يتعلمون بها أن ينظروا فى كلا الإتجاهين قبل أن يعبروا الطريق.
         لذلك على الآباء تعلــّم لغة جديدة للحياة تمكنهم من خلق نظام للتواصل مع أطفالهم, وإكتشاف مناطق جديدة فى تفكيرهم وسلوكهم...وإكتشاف خبرات إيجابية فى حياتهم ...فليس كل ما يفعلوه سلبيا, فلا يجعلوهم فى حالة من الدفاع الدائم عن أنفسهم..أى يجب عليك أيها الأب (أو الأم ) أن تكون مرشدا سياحيا لرحلة تتجه بطفلك بعيدا عن التعاسة والسلبية...ليعلم أنه توجد إتجاهات عديدة يمكن إكتشافها ليرى طريق خارج المشكلة حتى يعرف ( الممر الى.................السعــــــــــــــادة)
.                                        .       .                                                                                        
لغة جديدة ... للحيــــــــــاة 2 :

        يجب الإنتباه الى أن الأطفال يستسلمون للتفكير السلبى, حين يبدؤا فى الشعور باليأس من قدرتهم على إدارة حياتهم.............حينئذ نستطيع أن نرى من خلال أضواء روحهم ....ظلام آلآمهم فى نسيجهم السلبى, لأن حدث بسيط يستطيع أن يلقى بهم فى دوامة , ولا يستطيعون أن يقفوا على أرجلهم, ويصبحوا فى فوضى, ويظلوا طوال يومهم معذبين بكلمات يائسة مثل( ماذا-لو- لاشىء جيد يحدث لى)....ويتوقعوا الأذى, والخطر , والسقوط فى أى ركن من أركان الحياة ... لذلك نجد الغضب هو أحد وسائلهم فى التعبير عن سلبيتهم, ولهذا فالأفكار السلبية هى إشارة لنا بأن هناك شيئا خطأ....وهنا نجد أن الآباء هم جزء من الحل ...وليس جزء من المشكلة كما قد يعتقد الكثيرون, لأننا لا نستطيع أن نلوم الآباء ......لأنهم أنفسهم تواجدوا فى حياة سابقة ليست جيدة أيضا لهم, وعلى ذلك فهم الأكثر إستطاعة لأن يتواصلوا مع أطفالهم , لحمايتهم من هذه الأنماط الواهنة الضعيفة من التفكير........ وأيا ما كان طفلك ....مستقرا فى السلبية , أو مجرد مـار بها...فأنت تستطيع أن تزوده بالمعلومات الصحيحة, التى تساعده على الإمساك بالعقبات التى تعترض قدرته على الإمساك بمسار حياته,......       .                     وبهذا نستطيع أن نعزز سعادة أطفالنا فى الحياة.


لغة جديدة ... للحيــــــــــاة  3- :
       تعلّم أن تأخذ طفلك بعيدا عن إستبداد التفكير السلبى, ولا يجب أن تكون مثل شرطى السلبية: تروّع طفلك, كأن تعلّق على كل هفوة, وتكون غير مسرور من كل تعليق, إبدأ أنت كوالد بالعمل داخل ذهنك وتفكيرك وسلوكك, فإذا وجدت نفسك ذات مرة تصرخ فى طفلك بأن ينظف حجرته , فتذكر كم من المرات لم تقم انت بذلك حين كنت صغيراً...وحين تجد نفسك ستقول له: لن تتعلم أبدا أن تعتنى بمسئوليات نفسك, ابدلها فى ذهنك ...بأن هذه ليست نهاية العالم وبأن غدا فرصة أخرى................. إحترس من الشجيرات الصغيرة للإكتئاب, التى تؤدى فى النهاية الى شجرة هائلة من التفكير السلبى .......
      .يقول أحد الكتـــّاب: حين إنتقلنا الى منزلنا الجديد, رأينا شجرة ضخمة, أخذت مساحة هائلة من مقدمة المنزل, وأغلقت إمكانية رؤية الشمس, وكانت قبيحة المنظر, وكان يجب أن تــُقطع, وحينئذ قلت لِجدى: أعتقد أنها بدأت كشجيرة صغيرة, ضحك جدي قائلا: " نعم مثلها مثل كل شىء يبدأ صغيرا, وأعتقد أن نية الذين زرعوها ....كانت الإحتفاظ بها صغيرة....لكنها خرجت عن السيطرة.....مثل بعض الأشياء ".
        لذلك نحتاج لأن نكون حريصين على الإمساك بشجيرات الإكتئاب... الصغيرة, حتى لا تنمو , وتصبح ضخمة........ويجب أن نتأكد ..إذا سلبية أطفالنا أغلقت مجال رؤيتهم, بأن يكونوا قادرين , ونحن معهم, على تهذيب أفكارهم حتى.....يروا ضوء الحقيقة...

                                                                                                                                                    
لغة جديدة ... للحيــــــــــاة 4- :
          إن الآباء المتعسفين....لا يدركون أن ابناءهم الذين يطرقون أبواب الشباب...ويتركون دروب الطفولة...يبلغ النشاط الإنفعالى لديهم أقصى درجاته, فى حين أن نموهم العقلى لم يكتمل للدرجة التى يستطيعون بها السيطرة على إنفعالاتهم...... لذا فهم فى حاجة لمن يساعدهم على تحقيق توازنهم النفسى......... وهنا نناشد الآباء ...أن يمنحوا أبناءهم مساحة من الحرية , والمسئولية, مساحة من التواصل معهم ,حتى يتوافر صمام الأمان المانع لإنفجارية المواقف , حتى يتحقق الإستقرار النفسى , الذى يمكــّن كل إبن من أن يكون ذاتا أصيلة كما يريدها هو...وليس كما يريدها الآخرون .......... فلنمنح أبناءنا تقديرهم الذاتى...ولو بمجرد الإحتواء المعنوى, حتى لا يستشعروا الخواء النفسى المدمر بأقنعته المتعددة.           
   
                                            
لغة جديدة ... للحيــــــــــاة:
         أيها الآباء المتعسفين..أطلقوا سراح أبناءكم ...المحبوسين بأوامركم داخل شرنقة طفولتهم التى ضاقت عليهم , لأنهم تعـدّوا مرحلتها...دعوهم ينطلقوا الى عالم مرحلتهم الجديدة, التى يستشعرونها تنبض داخل عقولهم , تعلن عن ميلاد شبابهم دعوا وليد شبابهم يحبو وئيدا على دروبهم الجديدة...ويتدرج بمراحله الإعتيادية, حتى يمضى ثابتا........ لا تسلبوهم إرادتهم, بممرات ترسمونها لهم كخريطة طريق لا يحيدون عنها...معتقدين أنكم بذلك تحمونهم, بتوهم أنكم تمسكون بزمام أفكارهم , ومشاعرهم.... أنكم لا تدرون أنهم أبعد ما يكونون عن قبضة تحكمكم...فهى قبض الرياح......إنتبهوا قبل أن يخرج المارد من مكمنه دون تأهيل...فيصبح .......خارج السيطرة.
شاركه على جوجل بلس

عن جريدة النداء المصرية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق