كتب. محمد عبد الغني
"هكذا كلُ صباحٍ، هكذا كل مساء، تعرف السماوات حزني، وتقولُ للذين يمرون أمامي: انظروا..". ولأنها "غُرف سرية للبكاء" وليست عَلنيَّة؛ يجلس "رضا ياسين" في غُرفه الجُوانية بصحبة لحظات مضت، وأحبةٍ وأسماء، كُتبٍ وكُتَّاب. يُرسل نداءاته التي تبدو رثاءً بلا جدوى، سوى تذكرة الروح: "قلت للرفاق في الرسائل المُهمَلة، عرفتُ بنتًا من الشَّمال، تضربُ حائط برلين بقبضتها، وتُجادلني في (المتنبي) و(أبي تمام)، وفي الرابعة صباحًا، تُشعل سيجارتها بدمي".. وقد تبدو الرسائل عِتابًا مُضمرًا شجيًا، ومتوحدًا مع أبطال خارقين على الورق، ويشبهون كثيرا هؤلاء المحترقين بالغواية في الحياة الحقيقية: "ليس خطأَهم يا (جارثيا ماركيز)، ليس خطأهم، للغواية قلبٌ، اطمأنَ على لعنةٍ مارقة، وقال بوحوا بالوجدِ، فاسترابَ كثيرون وما استربتُ". عشر قصائد تتخللها مقاطع وفواصل وإحالات وهوامش،عشر قصائد مشغولة بالبوح الانسانى ، تحاول أن تشتبك مع الهم اليومى الحياتى المعاش ومع الأسئلة الوجودية والكونية فى محاولة للفهم لا التفسير،ديوان يلقى بالأسئلة ولا ينتظر الاجابة ، يحاول الإنتصار للحياة رغم الانكسار أمام رحيل مباغت لأعزاء تحس بهم وتسمعهم وتتنفس معهم خلال هذا الديوان . صدر الديوان حديثا عن سلسلة كتاب "نون" بالقاهرة،
وانتظم عبر تواريخ ممتدة لكتابة القصائد، تشي باتساع التجربة الحياتية والزمنية.
***
0 التعليقات:
إرسال تعليق