الباحث الآثاري والمرشد السياحي أحمد السنوسي |
عندما نتحدث عن الحضارة المصرية القديمة لابد ان نحترس من المغالطات اللغوية والتفسيرية سواء كان الكاتب مسلما او غير مسلم وخاصة في موضوع تاريخى شائق وهو فرعون ذو الاوتاد. للاسف الشديد لمجرد ذكر كلمة (فرعون) يثور الناس ويقولون متوحش وحضارة فاسدة وما الى غير ذلك،وهم بأنفسهم لم يدرسوا هذه الحضارة ولا حتى كانت في ايامهم اكتشافات وتنقيب.واقول لمن يكذب عدم وجود اسم فرعون في التاريخ المصرى فاقول له بعلو فم لابد من وجوده لانه مذكور في القرأن وهو اصدق الصادقين وان لقب فرعون في جذوره الأولى كان (برأون) ثم (بر عا اون) وكفى مغالطات ولقد ذكر في القرأن وهو الصدق واعدل ولعلكم تتدبرون،ومن هذه المواضيع الشائكة على سبيل المثال لا الحصر موضوع فرعون ذو الاوتاد والذى فهم خطا منذ القديم.
** قال تعالى في سورة الفجر (وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ.فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ) وهذا الموضوع فهم خطا تماما عن طريق المفسرين القدماء لان هذا الفرعون ليس له علاقة بفرعون موسى على الاطلاق وهذا هو موضوع بحثنا ههنا،لانه ليس الاجنبى من اخطا فقط في حق تاريخينا بل نحن أيضا وان كان لهم بعض العذر في ذلك.
1- قال الامام ابن كثير فى تفسيره (فرعون ذو الاوتاد) قال العوفى عن ابن عباس:- الاوتاد،الجنود الذين يشدون له امره.ويقال: كان فرعون يوتد ايديهم وارجلهم فى اوتاد من حديد يعلقهم بها.
2- قال الامام مجاهد: كان يوتد الناس بالاوتاد،وهكذا قال سعيد بن جبير والسدى.
3-قال الامام السدى: كان يربط الرجل كل قائمة من قوائمه فى وتد ثم يرسل عليه صخرة عظيمة فيشدخه.
4- قال الامام قتادة: بلغنا انه كان له مظال وملاعب يلعب له تحتها فى اوتاد جبال.
**واليوم بعد هذا العمر من البحث والجدية البحثية ودراسة حضارتنا القديمة أقول لكل هؤلاء مع احترامى الكامل لهم بان ارائكم غير مضبوطة على الاطلاق،بل انتم فتحتم الباب على مصراعيه لليهود ليقولوا على حضارتنا بابشع من ذلك وغير اليهود كثر في العالم ويقولون هذا ما قاله أيضا علمائهم من المسلمين من قبل.
**عندما قمت بعمل هذا البحث منذ عاميين واكثر فندت كل الأمور كاملا سواء من التاريخ المصرى المكتوب او من نصوص هنا او هناك وخاصة ان فترة فرعون ذو الاوتاد تعتبر جذور الحضارة المصرية القديمة وليس لها علاقة على الاطلاق بزمن فرعون موسى. واقول بكل صراحة وبعلو فم بان الحضارة المصرية القديمة ليس بها الغاز على الاطلاق،وانما اللغز هو القصور فى التحرى والتدقيق او البحث بقلبا غير سليم.ولا ننسى على الاطلاق بان باطن ارض مصر مازالت تخبأ لنا الكثير والكثير الذى لم يظهر بعد.
** بل ان كلمة (الوتد) تدل على حقبة زمنية معينة تدل على قدمها التاريخى كما ان كلمة (الأرض) في قصة يوسف عليه السلام تدل على حقبة زمنية معينة وهكذا.ولكن جذور المشكلة أصلا ترجع الى هؤلاء العلماء الذين تغالوا فى الفكر وكتبوا والفوا على هواهم بدون التوغل الحقيقى الدراسى لكل ما هو مستجد،وبدون التوغل الحقيقى فى جذور الحضارة المصرية القديمة،بل انهم استرشدوا بالتوراة فى هذا الامر،واعنى الاجنبى منهم،ومنهم مفسرى للقران اخذوا عن اليهود مثل هذه الأشياء.
**اما عن فقهاء الإسلام فكتبوا بما سمعوا فقط بدون تحرى لان كلمة الوتد ههنا تدل على شيئين مؤكدين من ناحية القدم التاريخى ثم ما هو الوتد أصلا.ولو تتبعنا الاحداث نجد ان فرعون ذو الاوتاد كانت في حقبته الزمنية حضارتين اخرين وهما حضارة عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد و حضارة ثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذو الاوتاد.
والسؤال التاريخيى الدراسى ههنا:-هل قامت هذه الحضارات في زمن واحد في أماكن مختلفة ام كانت حضارات متعاقبة؟؟ ثم السؤال الثانى ما هو الفارق الزمنى التقريبى بينهما؟؟ والسؤال الثالث ماهو الوتد ولماذا ذكر اللفظ مع هذا الفرعون ذو الوتد؟.
0 التعليقات:
إرسال تعليق